المتابعون

السبت، 7 يوليو 2018

بني شيبان ومعركة ذي قار / اولا

بني شيبان ومعركة ذي قار

مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
بنو شيبان أحد أشهر بطون قبيلة بكر بن وائل من قبائل ربيعة ، ويرجع نسبهم إلى شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل . وهم من أقدم القبائل التي استوطنت العراق ، وعاشت في ربوعه .
وكانت أصولهم من الحجاز ومساكنهم في العراق ، من البصرة إلى ذي قار ، وكانوا مع قبيلة عجل بن لجيم كالحليفين .
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 4 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
وقد زارهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في موسم الحج في مكة ، وعرض عليهم أن يحموه من قريش حتى يبلغ رسالة ربه ، فقال له رؤساؤهم ومنهم المثنى بن حارثة : « إنما أنزلنا بين ضرتين ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما هاتان الضرتان ؟ قال : أنهار كسرى ومياه العرب ، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى لا نحدث حدثاً ولا نؤي محدثاً ، وإني أرى هذا الأمر الذي تدعو إليه مما تكرهه الملوك ، فإن أحببت أن نؤويك وننصرك مما يلي مياه العرب ، فعلنا .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أسأتم في الرد إذ أفصحتم بالصدق ، وإن دين الله لن ينصره إلا من أحاطه الله من جميع جوانبه ، أرأيتم إن لم تلبثوا إلا قليلاً حتى يورثكم الله أرضهم وديارهم وأموالهم ويفرشكم نساءهم ، أتسبحون الله وتقدسونه ؟ فقال النعمان بن شريك : اللهم لك ذلك » . ( شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي : 2 / 387 ) .
وسرعان ما حقق الله عز وجل وعد رسوله ( صلى الله عليه وآله ) للشيبانيين ، فانتصروا على كسرى ، ووفوا بوعدهم للنبي ( صلى الله عليه وآله ) !
فبعد أن انهزم كسرى على يد هرقل ، ساءت أخلاقه مع رجال دولته ، وقام بقتل النعمان بن المنذر ملك الحيرة ، وكان كسرى أودع عنده دروعاً ووسائل حرب ، قيل إنها ألف درع أو نحوها ،
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 5 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فلما أحس المنذر بالخطر من كسرى ، أودعها مع عائلته عند بني شيبان ، ولما قتله كسرى طلب منهم تسليم الدروع وعائلة المنذر فأبوا ، وأرسل إليهم جيشاً قوياً فقاتلوه ، وكان شعارهم يا محمد ! فنصرهم الله تعالى وهزموا جيش كسرى ، وأرسلوا وفداً إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) يحمل خمس غنائمهم ، ودخل بعضهم في الإسلام ، وكان ذلك بعد معركة بدر بأربعة أشهر أو خمسة . ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 46 ) .
ومن ذلك اليوم تمهد تحرير العراق أمام بني شيبان وحلفائهم ، واستفادوا من اضطراب نظام كسرى بعد أن قتله ابنه شيرويه ، فقاموا بفتح أكثر العراق ، ولم يحتاجوا من المسلمين مدداً ، إلا في معاركهم الأخيرة على أطراف العراق وداخل إيران .
وبذلك تعرف أن البطولات التي سطرها رواة السلطة القرشية لخالد بن الوليد وسعد بن أبي وقاص في فتح العراق ، مبالغ فيها ، وأن الفعل الميداني كان لبني شيبان وحلفائهم ، ولكن السلطة أعطت بطولاتهم لمن تحبهم !
ولئن بالغ شاعرهم ابن نصلة الشيباني وهو قائد في الفتوحات ، في مدح قومه ، فإنهم أحق به من غيرهم في فتح العراق ، قال :
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 6 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
شيبان قومي وليس الناس مثلهم * لو ألقموا ما تضئ الشمس لالتقموا
لو يقسم المجد أرباعا لكان * لنا ثلاثة وبربع تجتزي الأمم
ثلاثة صافيات قد جمعن لنا * ونحن في الربع بين الناس نستهم
( الوافي للصفدي : 5 / 114 )
في الختام لا بد أن أشكر الأخ الباحث الشيخ عبد الهادي الطهمازي الذهلي الشيباني ، الذي بذل جهده في خدمة تاريخ الإسلام وبني شيبان ، وفقه الله وتقبل منه ومنا .
كتبه : علي الكوراني العاملي
16 / ربيع الأول / 1430
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - [ 7 ] - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق